ما حقيقة عودة المعارض مسلم البراك إلى الكويت
وصل المنشق الكويتي مسلم البراك و 4 آخرين مدانين بقضية "اقتحام مجلس الأمة" ، مساء امس الأربعاء ، إلى بلادهم قادمين من تركيا ، بعد أن شملهم العفو الأميري الذي أصدره أمير البلاد مؤخرا الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
عاد هؤلاء المعارضون على متن الخطوط الجوية الكويتية ، حيث تم توثيق رحلة عودتهم منذ ذهابهم إلى مطار إسطنبول ، حيث استقبلهم رئيس مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قاعة التشريفات ، حتى صعودهم الطائرة ووصلواهم الكويت.
حشود غفيرة استقبلت البراك ومعارضين آخرين (خالد الطاحوس، مشعل الذايدي، ناصر المطيري، محمد البليهيس) الذين غادروا البلاد منذ أكثر من 3 سنوات ، بسبب الحكم القضائي الصادر بحقهم بعد إدانتهم في قضية اقتحام مجلس الأمة الذي مر عليه اليوم عقد من الزمان.
بدأ أنصار البراك ، الذين يسمونه بـ "ضمير الأمة" ، الاستعدادات قبل أيام للاحتفال بعودته ، سواء بإقامة احتفالات في مناطق الكويت وساحاتها أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتوافقت الحشود قبل وصول البراك ، أحد أبرز أعضاء حركة العمل الشعبي المعارض (حشد) ، إلى مكتبه في منطقة الأندلس بالفروانية ، في انتظار وصوله.
أصدر أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الأحمد ، الأسبوع الماضي ، مرسومين أميريين بالعفو عن بعض المواطنين المحكومين في قضايا مختلفة ، وضم المرسومان 35 اسماً، نص أحدهما على إعفاء مداني قضية اقتحام المجلس من العقوبة وعددهم 11 شخصاً.
قبل يومين عاد النواب السابقون جمعان الحربش، وسالم النملان، ومبارك الوعلان المحكوم عليهم في القضية ذاتها والذين شملهم العفو أيضا. كما وصل أمس الناشط السياسي عبد العزيز المنيس المدان في نفس القضية.
وبلغ عدد المعارضين العائدين للبلاد حتى الآن 9 مواطنين ، فيما لا يزال هناك 2 آخرين مشمولين بالعفو ، لكنهم لم يعودوا بعد ، وهم النائب السابق فيصل المسلم، الذي لم يتبين حتى الآن إن كان سيعود أم لا، حيث أنه سبق وتهجَم على أطراف شاركوا في الحوار الوطني الذي أسفر عنه العفو، وتحديداً رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم.
أما المحكوم عليه الثاني فهو الناشط السياسي عبد العزيز جارالله الموجود في فرنسا ، وقد أدين في قضية أخرى لم يصدر فيها عفو حتى الآن حتى يتمكن من العودة إلى البلاد.
تعود أحداث "حادثة مجلس الأمة" إلى نوفمبر 2011 ، عندما اقتحم نشطاء ونواب البرلمان بعد مظاهرة نظمتها المعارضة ضد رئيس الوزراء الأسبق الشيخ ناصر المحمد الصباح.
وفي عام 2018 ، أصدرت محكمة النقض أحكامها بحق النشطاء الذين شاركوا في اقتحام المجلس ، وعددهم قرابة 70 شخصًا ، وتنوعت الأحكام بين الحبس والتبرئة والامتناع عن النطق بالحكم.
وكان معظم هؤلاء المعارضين قد سافروا إلى تركيا أو دول أخرى ، لكن عددًا منهم عاد إلى الكويت ونفذوا "شروطًا" من بينها تسليم أنفسهم للسلطات وقضاء جزء من عقوبة السجن الصادرة بحقهم ، وتقديم اعتذار خطي إلى أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح.