ظاهرة المصالحة والسلام في العصر الجاهلي
عصر الجاهيلة
هل خطر ببالك يوماً أن تفكر في نظام الحكم القبلي في زمن الجاهلية؟ كيف أقام العرب السلام والمصالحة بينهم ، وهم الذين عرفوا بالانقسام والحروب المشتعلة؟ من كان يضع القواعد التي تحكم شؤون التجارة والشراء والبيع والعديد من الأعراف الاجتماعية؟ إذا حدثت مشكلة فمن الذي يحكمها؟
ربما تكون هذه الأسئلة من بين أهم الأشياء التي يجب أن تفكر فيها إذا حاولت التفكير في نظام الحكم الجاهلي. هذا لأننا إذا نظرنا إلى بقية أممهم المعاصرة ، فسنجد أنهم كانوا قادرين على بناء حضارات لها أنظمة وقوانين ومؤسسات تطبق ذلك ، لكن هذا الأمر كان صعبًا على المجتمع العربي الذي كان يعلم الحكم القبلي فقط .. في هذا المقال دعونا نعود ونعرف مجموعة من المعلومات. حول تنظيم الحياة في المجتمع الجاهلي.
ما هو النظام الاجتماعي الذي ساد في عصر الجاهلية؟
يمكن القول إن النظام الاجتماعي هو نفسه النظام السياسي الذي كان يحكم المجتمع الجاهلي ، حتى لو لم تكن السياسة بالمعنى الذي نعرفه ، لكن إدارة الأمر برمته كانت من قبل القبيلة.
كانت القبيلة هي الإطار الذي يحدد جميع جوانب الحياة ، والتي من خلالها يتم إرساء أسس الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، ومن خلال شيوخ القبيلة يتم إعلان الحرب ضد القبائل الأخرى ، أو يتم إقامة السلام وفقًا للمعاهدات التي يرضيها حكام كل قبيلة.
تم تقسيم القبائل في العصر الجاهلي إلى نوعين ، وهي قبائل ذات عدد كبير ، وتتميز بأنها تمتلك ثروة كبيرة ، ونفوذها واسع في شبه الجزيرة العربية وحلفائها كثيرون ، حيث أن لديهم كمية كبيرة من الرجال والأسلحة للدفاع عن أنفسهم أثناء الحرب.
أما النوع الثاني من القبائل فهم قبائل الرعاة الرحل الذين لم يكن لديهم الكثير من القوة أو العدد وكثيراً ما تعرضوا للإغارة عليهم.
السلام والمصالحة في العصر الجاهلي
وهنا يأتي السؤال في حال نشوب صراع بين أفراد القبيلة أو بين القبيلة نفسها ومجموعة من القبائل الأخرى ، كيف كان الحل؟ وهنا يجب أن نذكر أن لكل قبيلة حاكم وكان يُدعى شيخ القبيلة ، وكان يختار من شيوخها وأشجع رجالها وحكماها ، وكان لشيخ القبيلة مجموعة من الرجال يسمونهم. مجلس القبيلة. الشيخ ومجلسه مسؤولون عن إدارة المشاكل التي تحدث والفصل في الخلافات التي تنشأ بين أفراد القبيلة الواحدة ، وعلى الجميع الامتثال لهذا الحكم.
وعندما يكون الخلاف على مستوى مجموعة مختلفة من القبائل ، يكون الأمر مختلفًا ، هنا يحتكم كل واحد منهم إلى قاضي القبائل ، وهو رجل يجب أن تُعرف حكمته وعدالته. ينظر قاضي القبائل عن كثب في الأمور المعروضة عليه ويصدر حكمه. وهنا لا مجال لإنكار حكمه أو مخالفته ، وعلي الجميع الالتزام به.
ورغم أن قضاة العشائر كانوا يحاولون دائمًا دفع الخلافات بينهم ، إلا أن هذا الأمر لم ينجح في إنهاء الحروب القبلية التي اجتاحت بلاد العرب في عصر الجاهلية ، بما في ذلك حرب البسوس.