ما هي وصية لقمان الأولى لابنه ، ما سوف يتضمنه هذا المقال ، وأن الرجل الصالح لا يغرس إلا كل خير ونفع في نفوس أبنائه ، فيخرج منهم جيل من أفضل الأجيال في العالم. وهو ما يؤثر فيه العلماء والأطباء والمهندسون والأئمة على المجتمع الإسلامي ويصلحون كل ما لا يصلح أن ينمو في هذا المجتمع تظهر فيه بذور الخير ومميزات الدين الإسلامي بوضوح فيستعيدون مجد الإسلام وقوته.
لقمان الحكيم
لقمان الحكيم مولى أعتقه سيده وولاه الله تعالى خلافة الأرض والحكم فيها بالقسط والعدل. قبل النّبيّ داوود عليه السّلام وقد منّ الله سبحانه وتعالى عليه بالحكمة والعدل والقول الصّائب والرّأي السّديد كان يعظ الناس ويهديهم إلى طريق الحق والهداية ، ولم يكن نبيًا كما يظن البعض ، لكنه كان رجلاً حكيمًا ما كان إلا عبدًا مطيعًا لله تعالى. وقيل أنه كان قاضيا من بني إسرائيل عندما حكم نبي الله داود. أمّا عن اسمه ونسبه فهو لقمان بن ياعور كما قيل عنه أنّه ابن أخت النّبيّ أيّوب عليه السّلام. عاش في النوبة ، أي في جمهورية مصر الآن ، وروي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث عن لقمان الحكيم كما وردت كلماته في القرآن الكريم وكرمه الله تعالى بسورة باسمه ، وكانت حكمته سببا في تحرره من العبودية ، وأوصى ابنه بعشر وصايا حكيمة الّتي يجب أن يتّبعها كلّ مسلمٍ يبتغي مرضاة الله تعالى والجنّة وقد ذكرت في القرآن الكريم في سورة لقمان، فما اول وصيه وصى بها لقمان ابنه
أول وصايا لقمان لابنه
كان لقمان شديد الحكمة والذكاء والفطنة أنار العقل كثيرا في التفكير في خلق وقدرة وإبداع الله سبحانه وتعالى ، فقد ورد عنه أنه كان يسكت كثيرا وقليلا الكلام وإذا قال نطق بالحكمة والمواعظ التي تنفع الناس وتهديهم في كثير من المواقف الصعبة التي تعيق حياتهم ، والله تعالى أنعم على لقمان بصبي. يحبه غاليا ، لكنه أقرب الناس إلى قلبه ، ويقال إنه كان حنونًا ورحيمًا معه. رفعه على القيم والمبادئ السامية ، وأقامه على محبة الله وطاعته ، وعلمه ما تعلمه وما أعطاه الله تعالى من علم وحكمة. لتكون حياته مجده في الدنيا ، وكنزًا في الآخرة ، ووصاياه الأولى ، وهي أعظمها ، ما جاء في الحديث النبوي الشريف:لَمَّا نَزَلَتْ: {الَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا إيمانَهُمْ بظُلْمٍ} شَقَّ ذلكَ علَى أصْحابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وقالوا: أيُّنا لا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ليسَ هو كما تَظُنُّونَ، إنَّما هو كما قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ: {يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ باللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}”، وبذلك فإن إجابة سؤال ما اول وصيه وصى بها لقمان ابنه هي أن لا يشرك بالله تعالى شيئاً وأن يعبده وحده سبحانه وتعالى دون شريك وإخباره بأنّ الشّرك بالله تعالى ظلمٌ عظيمٌ للنّفس والله أعلم.