لقد أنزل الله القرآن الكريم وأمرنا بتأمل آياته ومعرفة معانيها وأسباب النزول حتى يكتسب الإنسان المزيد من الإيمان والعلم بآيات الله وأحكامه ، لأن من عبد الله بجهل كأنما عصاه، وفي إطار هذا الموضوع يدرس طلابنا تفسير بعض آيات القرآن الكريم أثناء دراستهم ، وهنا يطرح طلابنا سؤالاً في التفسير والمعنى. ما سبب نزول قوله تعالى: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة". في هذا المقال سنتعرف على تفسير هذه الآية الكريمة التي نزلت في كتاب الله تعالى.
الإجابة: يقول الواحدي في سبب نزول هذه الآية: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أصابني الجهد، فأرسَلَ إلى نسائه، فلم يجد عندهن شيئًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا رجل يضيف هذا الليلةَ رحمه الله؟))، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فذهب إلى أهله، فقال لامرأته: هذا ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تدخريه شيئًا، فقالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوِّميهم، وتعالَيْ فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة، ففعلتْ، ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لقد عجب الله عز وجل – أو ضحك – من فلان وفلانة، وأنزل الله تعالى: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾،رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.