بماذا صرح كاتب سعودي بشأن تأثير الهبة الشعبية لمقاطعة البضائع التركية
قال الكاتب محمد الساعد إن الهدية الشعبية والعفوية التي قدمها السعوديون للبضائع التركية ليست مقاطعة مع أصناف قليلة من البسكويت والجبن وحلاوة اللقم الشهيرة ، بل هي قطع ثقافي مع دولة استعمارية ذاكرتها. من السعوديين لا يزال يحمل معها ذكريات سيئة ، ولا يزال الكثيرون يتشاركون القصص والقصص والألم الذي عاشه أسلافهم. لقد واجه أبناء الدول السعودية الثلاث تاريخًا دمويًا ومذابح تركية مروعة لا يمكن قبولها أو تجاوزها.
وأضاف الساعد في مقالته بصحيفة عكاظ بعنوان "ليست مقاطعة للبنة التركية .. بل قطيعة تاريخية": اليوم يمارس السياسي التركي ما كان يفعله أجداده بالأمس عندما حرفوا الدعوة الإصلاحية و حرض على الدولة السعودية الأولى وسار بالجيوش إلى الحرب ، ثم دمرها وقتل أئمتها وعلمائها ودنس عاصمتها الدرعية.
وأوضح أنه لا يوجد أي مبرر لهذا الوجه العدائي العلني للسعوديين ، لكن الأتراك يرون فيه خصمًا أبديًا يقف ضد مشاريعهم الاستعمارية في المنطقة ويريدون إبعادهم عن طريقهم بأي ثمن.
وتابع: بصفتها الدولة السعودية الأولى كانت رائدة في عصرها وشعلة النهضة العربية وكان لها مشروعها السياسي والديني والاجتماعي ، كما كانت علامة فارقة في التاريخ السياسي لشبه الجزيرة العربية والمنطقة بأسرها ، استمر هذا التراث والأدب مع الدول الثانية والثالثة ، ورفض زعماؤها وملوكها التخلي عن دورهم ومصير بلادهم. مهما كان الثمن ، فقد ضحوا بحياتهم وأرواح أحبائهم ، ولم يتخلوا عما يؤمنون به.
وتابع الكاتب: لقد تحولت اسطنبول إلى عاصمة للعداء ومركز دولي تنسج فيه المؤامرات ودعارة من التنظيمات المعادية للسعودية ، وخصصت القيادة التركية جماعة أسمتها جماعة «البجع» برئاسة مقربين مباشرين. شركاء أردوغان ومقرهم في مكتب الرئيس ، ومهمتهم اليومية العمل على تدمير المملكة وتشويهها والاستفادة من أي ظرف لكسر موقفها. فى العالم.
وأشار إلى أن العداء التركي سافر وانخرط في مشاريع تهدد السعودية والتآمر على القيادة واستضافة الهاربين وتوفير المأوى والدعم لعملهم وليس أولها السماح لهم بالعمل والتنظيم والتعبئة بدءا من مؤتمر "مظلوم دار" التركي لحقوق الإنسان في اسطنبول بتاريخ 15/12/2013. وليس آخرها استخدام وسائل إعلام تركية ومنصات لإعادة "الربيع العربي" من الدول العربية التي تستضيفها تركيا ، لمهاجمة الرياض والتحريض ضد قيادتها.
ومضى: إلى جانب محاولة تفتيت مكانة السعودية الإسلامية والدولية والدعوة إلى بناء منظمات إسلامية موازية للتنظيمات التي أنشأتها المملكة وتقسيم العالم الإسلامي لتحقيق مكاسب ضيقة.
وتابع: أنقرة تجاوزت في علاقاتها مع الرياض الخطوط الحمراء ، واجتازت حاجز المنافسة السياسية في المنطقة إلى مرحلة أكثر خطورة ، في محاولة للقضاء على الدولة السعودية واستبدالها ، واختطاف سيادتها و إدارة الحرمين الشريفين وإلغاء دورها في العالم العربي والإسلامي.
وتابع الكاتب: السعوديون ، بابتعادهم عن "العثمانيين الجدد" ، يوجهون رسالة إلى العالم أجمع بأنهم محاربون شرسون على وطنهم ومكتسباته ومكانته ، ويرسلون رسائل خاصة إلى الأتراك ، يطالبون أولاً اعتذار واضح عن جرائم أسلافهم العثمانيين بحق الدولة السعودية الأولى واغتيال أئمتها وقادتها وارتكاب مجازر بحق مشايخ الدعوة. إضافة إلى الاستبداد والظلم الذي يمارسه المستعمر "التركي" بحق أهل الحرمين الشريفين وعسير والأحساء والباحة ونجد ، ومن ثم التعويض العادل لأسر السكان الذين فُرض عليهم. الضرائب والرسوم وسلطة الاستيلاء على أموال الفلاحين الفقراء ، وكذلك تعويض من تم ترحيلهم قسراً إلى تركيا وألبانيا وبلغاريا دون رحمة ورحمة ، وإعادة المسروقات والأشياء الثمينة والهدايا التي سرقها المستعمرون العثمانيون. غرفة النبي الكريم.
وختم: ينتقل المواطن السعودي اليوم من بنك الانتظار والصبر والإهمال مع أعداء بلاده إلى بنك الممارسة المدنية والمواجهة ضد كل من يخالف وطنه ويوظف دوره في القطيعة مع. التراث التركي بأكمله - ثقافي وفني وسياحي واقتصادي -. على مدى ثلاثة قرون ، واجه هذا البلد ظروفاً صعبة وأعداءً مهينين بحشد الشعب بقيادته ، وأن المواطن السعودي لن يتنازل عن وطنه من أجل بقلاوة أردوغان أو بقلاوة خاصتي.