ما معني قوله تعالى "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله"
أهلا وسهلا بكم زوارنا الكرام على شبكة ادعمني دوت كوم التعليمية ، يشرفنا الإجابة على جميع أسئلتكم المطروحة ، اما عن جواب السؤال فهو كالتالي
يسأل الكثير من الناس عن ما معني قوله تعالى :{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال
تجىء هذه الآية فى نهاية سورة الحشر التى تتحدث عن إجلاء بنى النضير عن المدينة المنورة ، وهم إحدى أسر من أهل الكتاب الذين كان يؤمل فيهم أن يكونوا من أول المصدقين بالقران الذى نزل على الرسول الذى كانوا ينتظرونه ويقرءون أوصافه فى كتبهم ، لكنهم حسدا وبغيا كفروا كما قال سبحانه :{ ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عوفوا كفروا به }[ البقرة: 89] ومع تكذيبهم للقرآن والرسول تعاونوا مع كفار مكة على مقاومة الدعوة ، وقد أذاق الله كفار مكة وبال أمرهم فى بدر كما أذاق بنى النضير عاقبة أمرهم {كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم }[الحشر :
15 ] وهكذا لا يدفع شخص عن آخر فكل يتحمل تبعة عمله{كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إنى برئ منك إنى أخاف الله رب العالمين . فكان عاقبتهما أنهما فى النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين} [الحشر: 16 ، 17 ] والواجب على كل إنسان أن يسيطر على نزغات الشيطان وهوى النفس ولا يعمل للدنيا فقط بل يعمل حساب المسئولية يوم القيامة { يا أيها الذين آمنوا اتقو الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد}{ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم }{ لايستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة}[الحشر: 18 ، 9 1 ، 0 2 ] .
كان الواجب على الناس جميعا ، وقد جاءتهم الرسالة العامة، أن ينظروا فى الكتاب المنزل على هذا الرسول نظرة منصفة موضوعية بعيدة عن التعصب والهوى، ومن خلال هذه النظرة سيكون لكل منهم رأى فيه ، وسيقتنع تماما بصدقه ويسارع إلى العمل بما فيه ، لكن اكثر الناس تتغلب عليهم أهواؤهم ، ويضف عقلهم امام شهواتهم ، فيعارضون الحق لذات المعارضة دون سبب معقول ، مع أن هذا القرآن ، وهو من عند الله ، لو نزل على جبل أعطاه الله عقلا، لتأثر كل التأثر ولم يملك إلا الإيمان بالله الذى أنزله ، وبالرسول الذى بلغه ، إن هذه القوة الجبارة لا بد أن تخشع وتذل وتضف ، بل لا بد أن تتمزق وتتصدع ويتلاشى كبرياؤها عند سماع القرآن ، كما يقول سبحانه {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرضى أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا }[ الرعد : 31]ولكن الإنسان بعناده وتسلط شيطانه لم يتأثر بروعة القرآن وعظمة من انزله .
ختاما نشكر متابعتكم ، هذا ما حصلنا عليه اليوم ، ابقوا معنا ، ادارة الموقع تتمنى لكم يوماً سعيدا