ما قصة المباراة التي شطبت من التاريخ بفضل أخلاق فينجر
الاجابة هي
طوال 75 دقيقة كان التنافس بين آرسنال وشيفيلد يحمل كل الأجواء العريقة التي نراها في مباريات كاس إنجلترا.
شيفلد يونايتد الذي كان ينظر له كالطرف الأضعف لعب الند للند لحامل اللقب آنذاك آرسنال في هايبري، وكان يُهدد مسيرته في البطولة من الجولة الخامسة بعد أن عدلت رأسية مارسيلو النتيجة 1/1 بعد هدف الأسبقية لآرسنال من باتريك فييرا.
بدافع من جمهورهم الكبير الذي سافر خلفهم، كان شيفيلد الضيف في وضع جيد لفرض مباراة إعادة على آرسنال في برامال لي على الأقل.
ولكن بعد ذلك، ومع بقاء فترة تقل عن ربع الساعة بقليل على صافرة النهاية، وقع حادث وضع المباراة التي أقيمت بتاريخ في 13 فبراير 1999 في الفولكلور الكروي الإنجليزي، لكن النتيجة نفسها حذفت من التاريخ.
ألين كيلي حارس مرمى شيفيلد يونايتد قام بإخراج الكرة من أرض الملعب من أجل علاج زميله المصاب لي موريس. عند هذه النقطة، بدا كل شيء طبيعي.
وقال ديفيد هولدزورث، قائد فريق شيفيلد يونايتد في ذلك اليوم، "لم يكن هناك شك في ذلك، لقد اعتقدنا أننا سنستعيد الكرة، ولاعبو آرسنال أخبرونا أنهم سيعيدون لنا الكرة، لكن بعد ذلك تبدلت الأمور بشكل مختلف".
لكن لم يقم لاعبو آرسنال بإعادة الكرة إلى شيفيلد يونايتد مثلما هو متعارف عليه في مبادئ الروح الرياضية. فعندما أشار الحكم باستمرار اللعب، كانت الكرة بحوزة راي بارلور الذي لعب رمية تماس طويلة باتجاه حارس شيفيلد، لكن فجأة انقض عليها نوانكو كانو ومررها للهولندي مارك أوفرمارس الذي أودعها بدوره الشباك.
وقال نايجل وينتربورن، الذي كان يستعد لخوض مباراته رقم 529 بقمص آرسنال في ذلك اليوم "أتذكر فقط عندما لعبت رمية التماس ثم ظهر كانو فجأة ومررها لمارك".
وتابع "ما حدث لم يكن له صلة بالروح الرياضية، وما يحدث عادة في كرة القدم الإنجليزية، لأنه كان واضحًا أن راي يُحاول إعادة الكرة إلى حارس شيفيلد".
اعترض لاعبو شيفيلد على الهدف، لكن حسب القوانين الرسمية لم يكن هناك شيء يستدعي ذلك سوى أن كانو وأوفرمارس لم يكترثا لعرف الروح الرياضية.
بعض لاعبي شيفيلد هاجموا كانو وأوفرمارس عندما كانا يحتفلان، من بين المهاجمين كان هولدزورث، الذي يشغل الآن منصب مدير الكرة في نادي كارلايل يونايتد، والذي قال "كان رد فعلنا غاضبًا، كنت غاضبًا للغاية لأننا تحدثنا إلى لاعبي آرسنال، وكنا نعتقد أنهم سيعيدون الكرة لنا. لكن ما حدث جعلنا نخرج عن صوابنا".
وتابع "هاجمنا كانو، ولم يحصل على فرصة لشرح حقيقة ما حدث أو الدفاع عن نفسه لأننا كنا نهاجمه بمنتهى القوة، لكن بعد ذلك اعتذر وتمت مصافحة بيننا، وهو رجل أمين وجيد".
بدا الأمر لفترة أن لاعبي شيفيلد كانوا سينسحبون من الملعب احتجاجًا على الهدف، وكان المدرب ستيف بروس من الخارج يدعو فريقه للخروج إلى غرفة خلع الملابس، بينما كانت هتافات "العار على آرسنال" تنطلق من أفواه المشجعين الزائرين.
ولكن بعد إيقاف للمباراة دام لمدة حوالي ثماني دقائق، استؤنفت مرة أخرى، ويضيف هولدزورث "كان ستيف مدربًا شابًا في ذلك الوقت ولم يكن يعرف حقًا كيف يتصرف، طلب منا الإنسحاب، لكن حاولت أنا وجراهام ستيوارت تغيير الموقف وإعطاء الحماس للاعبين للعودة وإكمال المباراة".
انتهت المباراة بالفعل بفوز آرسنال بنتيجة 2/1. لكن في غضون دقائق من صافرة النهاية، أصبح من الواضح أن القصة لم تنته.
عقب المباراة خرج مدرب المدفعجية آرسين فينجر أمام وسائل الإعلام وأعلن تقدمه بطلب الإعادة للإتحاد الإنجليزي لإعادة المباراة لأنه بحسب قوله "يرفض السماح بسرقة فوز لا يستحقه لأن لاعبيه استغلوا توقف المنافس عن اللعب للتسجيل في مرماه".
وقال وينتربورن معلقًا على موقف فينجر "لقد سررت به لأنني لا أريد الفوز بمباراة بهذه الطريقة"، بينما وصفه هولدزورث بأنه "موقف راقي ونبيل".
قام الاتحاد الإنجليزي بإعادة المباراة بالفعل، ولعبت بعد 10 أيام في هايبري، وانتهت بنفس النتيجة بفوز آرسنال 2/1 بفضل هدفين من دينيس بيركامب ومارك أوفرمارس.
وأضاف هولدزورث "بعد المباراة جاء إلي أوفرمارس ومنحني قميصه وعليه توقيعه، مازلت أحتفظ به رغم أنني لست شخصًا لديه الكثير من التذكارات، لكن في كل مرة أنظر إليه أبتسم لأنه يُذكرنا بذلك اليوم الغريب".