فيلم "الجوكر": النيوليبرالية هي الشرير الحقيقي
بعد 11 عاما من إغراق دور السينما الأميركية بالسرديات المعتادة المبجلة بجنود وشرطيين "خارقين"، قامت "هوليوود"، وأخيرًا، بإنتاج فيلم بميزانية ضخمة، تلعب بطولته شخصية مستعدة للنضال من أجل الناس العاديين، ضد المنظومة الاقتصادية التي تقمعهم، لكنها، وبصدفة تامّة، تجسد أحد أشرار القصص المصورة.
وليس بين فيلم "الجوكر" وبين الرواية الأصلية التي ظهرت في القصص المصورة سوى تشابه بالغ الهشاشة. ويُعد الفيلم الذي أخرجه تود فيليبس، تكريما لأعمال المخرج مارتن سكورسيز المبكرة، بمثابة دراسة لشخصية البطل آرثر فليك، المظلمة (والذي يلعب دوره الممثل جواكين فينيكس)، وهو مهرج محترف يعيش مع والدته المريضة في أوائل الثمانينيات في مدينة "غوثام" (المتخيلة) المضطربة.
يتتبع الفيلم قصّة آرثر، الذي يحاول جاهدًا أن يبتسم بينما يُصارع مرضه العقلي، والفقر، والوحدة، والاكتئاب الحاد، دون أن ينجح في ذلك. ويعجز تماما عن إبطاء تدهور صحته العقلية، إلى حد دفعه في إحدى المرّات، ليفحص إمكانية ارتكاب جريمة على أمل إعادته لمستشفى "ولاية أكرهام" للأمراض العقلية.