عميد متقاعد من المشاة ,ماذا قال عن حرب أكتوبر
الاجابة هي
أكد العميد أركان حرب متقاعد محمد فكري عبدالحي (من سلاح المشاة) أن حرب أكتوبر تعد مثالا واضحا للعلاقة الأصيلة بين الشعب وقواته المسلحة، فهي كالدم يجري في العروق، وأن النصر العظيم سبقه جهد وتدريب ورغبة حقيقية في تحرير الأرض المصرية، مشيرا إلى أن حرب الاستنزاف أحدثت ما يمكن تسميته بـ"تطعيم المعركة" للجنود المصريين قبل حرب أكتوبر، وشهدت أعمال عبور فردية لقناة السويس لرفع القدرة القتالية للضباط المصريين، كما أنها خلقت نوعا من أنواع التأقلم على القصف الجوي.
وقال العميد محمد فكري ـ في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن المقاتلين المصريين الأبطال وصلوا إلى أعلى درجات الاستعداد قبل الحرب، مشيرا إلى أن الانتصارات المتتالية والنجاحات التي تحققت في بداية المعركة هي التي دفعت العدو إلى المطالبة بوقف الحرب.
وأضاف أن أهم ما يميز حرب أكتوبر هو التخطيط الجيد، وخطة الخداع الاستراتيجي التي وضعتها القيادة المصرية لأنها تمكنت من خداع الدول الكبرى وأجهزة المخابرات على مستوى العالم، فكانت حجر الزاوية والأساس الذي تم من خلاله تحقيق الانتصار، موضحا أن خلال الساعات الست الأولى من الحرب تم عبور 80 ألف جندي مصري قناة السويس.
وأشار إلى أنه كان يشغل قائد سرية في سلاح المشاة خلال حرب أكتوبر 1973، موضحا أن جميع الجنود المصريين الأبطال كان لديهم رغبة حقيقية في تحقيق النصر ورفع اسم مصر عاليا، موضحا أن البداية الناجحة للقوات الجوية في تنفيذ أهدافها، وبعدها قوات المدفعية، مهدت الطريق أمام القوات لتنفيذ خطة العبور ورفع العلم المصري.
وشدد على أن حرب أكتوبر 1973 كانت معركة منظمة تنظيما دقيقا للغاية، ونجحنا في التمسك بالخطوط الأولى، وتمت إعادة ترتيب القوات المسلحة للبدء في عمق العمليات.. مشيرا إلى أن القوات نجحت في يوم 9 أكتوبر في تطوير أعمال القتال، ومهاجمة القاعدة الإسرائيلية في "جبل المر"، التي كانت تهدد السويس والمنطقة الغربية لذلك كان سقوطها شيئا مهما بالنسبة للقوات المصرية، وبالفعل نجحت القوات من الانتصار على القوات الإسرائيلية والسيطرة على جبل المر، مشددا على أن الجميع كان يرفع شعار "تحرير الأرض أو الشهادة".
وأوضح أن معركة "جبل المر" سجلت الإرادة القوية للمقاتل المصري.. فالسيطرة على جبل المر كانت إنجازا كبيرا للقوات المسلحة ودفعة معنوية كبيرة لمواصلة القتال والانتصار، ونقطة تحول كبيرة، حيث أسهمت في تطوير أعمال القتال.. فضلا عن أن العدو بدأ يفقد صوابه لاستعادة الجبل مرة أخرى ولكنه فشل في ذلك.
وأشار إلى أنه تمت مشاركة المقاومة الشعبية في معركة فض الهجوم على مدينة السويس يوم 24 أكتوبر، والتصدي لدبابات العدو ومنعها من الدخول لمدينة السويس.
وقال إنه مع تواصل أيام القتال اضطر الجنود المصريون إلى ترشيد استخدام عينات الطعام، حتى بدأت مفاوضات الكيلو 101 وبدأت عنها فض الاشتباك رقم واحد، ثم فض الاشتباك رقم 2، مشيرا إلى أن أول أجازة حصل عليها بعد حرب أكتوبر كانت في 5 فبراير 1974.
وحول أهم اللحظات التي لا ينساها خلال مشاركته في الحرب.. أكد العميد أركان حرب محمد فكري أن لحظة تلقي معلومات بموعد وقيام الحرب ما زالت محفورة في ذاكرته حتى الآن فهي لحظة لا تنسى، ومن أهم اللحظات في حياته، أما اللحظة الثانية التي لا ينساها أبدا هي لحظة انطلاق الطائرات المصرية ومشاهدتها وهي تعبر الأجواء إلى إسرائيل، كما أشار أيضا إلى لحظة تحقيق الانتصار وإحكام السيطرة على جبل المر.
وفي رسالته للشباب المصري، قال محمد فكري: "إن المصريين لديهم جينات واحدة إذا أتيحت لهم الفرصة حققوا الإنجاز، مشددا على أن علاقة الشعب المصري وقواته المسلحة علاقة أصيلة كالدم الذي يجري في العروق، فهما يعدان سندا لبعضهما، مشددا على أن الجيل الحالي إذا استغل جميع الإمكانات سيكون أفضل من جيل أكتوبر، وسيحقق النجاحات الكبيرة التي تكتب في تاريخ مصر".