كيف كسر المصريون حاجز الخوف وخرجوا إلى ميدان التحرير
الاجابة هي
عبر المحتجون في مظاهرات أمس الجمعة المرحلة الأصعب في سعيهم لإسقاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يسعى بدوره للبقاء عبر تعديلات دستورية حتى عام 2030، حيث كسر المصريون حاجز الخوف وتمكنوا من الوصول لميدان التحرير بالقاهرة.
ورغم أن الدعوة كانت للتجمع في الشوارع عقب انتهاء مباراة كأس السوبر بين فريقي الأهلي والزمالك أمام المنازل دون احتجاجات، فإن الآلاف توجهوا تلقائيا إلى ميدان التحرير، الذي يمثل رمزية كبرى لكونه مركز الثورة التي أسقطت في 2011 الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وتحايل المتظاهرون لدخول الميدان بحمل أعلام النادي الأهلي المنتصر على الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدفين، حتى إذا توسطوا الميدان هتفوا بشعار "ارحل يا سيسي" لتتداعى إليهم قوات شرطية ضخمة.
وفي البداية لم يتجاوز العدد خمسمئة متظاهر، ثم تزايد العدد حتى بدأت الشرطة باستخدام العصي المكهربة والهراوات لضرب المتظاهرين والقبض عليهم وإدخالهم عربات الترحيلات.
وفور شعور القادمين الجدد للميدان بما يجري فيه، شكلوا بؤر تظاهر خارجه وعلى حدوده، وفي ميادين قريبة مثل ميدان عبد المنعم رياض.
واستبقت الشرطة مقدم المتظاهرين بغلق محلات ومقاهي قريبة للميدان، وجابت عربات قوات الشرطة الشوارع الخلفية، بعضهم بزي مدني، بحثا عن أي تجمعات للمتظاهرين.
وانتشر عدد كبير من الشباب على الأرصفة انتظارا لانضمام الآخرين وسط تخوفات من البطش، مستترين بواجهات المحلات، بحسب شهود عيان.
وبعكس ما أشيع عن التساهل الأمني مع المتظاهرين، كان الميدان محاطا بالكامل بسيارات الأمن المركزي والدوريات.
ومع نجاح قوات الأمن في تفريق المتظاهرين، كان الجمع يتفرق ثم يتجمع في بؤرة أخرى للتظاهر.
وسُمع دوي طلقات رصاص في شارع الجلاء بوسط القاهرة، وقال شهود عيان إنه لتفريق تجمع كبير، وشوهد تجمع كبير للمتظاهرين أعلى كوبري أكتوبر، يهتف برحيل السيسي.
|
المتظاهرون يحتشدون وسط القاهرة الليلة الماضية (وكالة الأنباء الأوروبية) |
تحصين الميدان
ومع الخشية من عودة المتظاهرين إلى الميدان، كانت القوات تتحرك بعصبية وتحاول تفريق كل التجمعات، ومن يرفض أو يبدي مقاومة ترش عليه القوات مادة حارقة، ثم تحمله في عربة الترحيلات.
وفي الشوارع المحيطة بالميدان كانت مدرعات الأمن المركزي تزمجر، وأطلقت بعض المدرعات قنابل الغاز باتجاه شوارع جانبية.
وخلف الكر والفر في ميدان عبد المنعم رياض آثار ضرب زجاجات مياه فارغة وأحجار، بدا أن المتظاهرين ألقوها على قوات الأمن.
بالمقابل، كانت هناك لقطات طريفة تكشف عن تعاطف بعض رجال الأمن مع المتظاهرين، فحينما هرول مجند بهراوة تجاه أحد الشباب في ميدان التحرير، سأله الشاب باستنكار إن كان سيضربه، فأجابه بأنه فقط يحاول إخافته، ثم طلب من الشاب شربة ماء من زجاجة يحملها فأعطاها له.
وفي منطقة شبرا الخيمة التي شهدت تظاهرات كبيرة، جرى اعتقال العشرات بينما قام الأمن بغلق الشوارع الجانبية، كما شهدت مناطق عدة بالقاهرة اعتقال الشباب مع ضربهم بالأيدي والأقدام.
وظل ميدان التحرير مفتوحا أمام حركة السيارات والمارة، فيما كان الجميع يتلفت بعيون زائغة في كل مكان.وتباطأت سرعة الإنترنت في وسط القاهرة، كما سعى متظاهرون للاعتصام في شارع محمد محمود، إلا أن الشرطة فرقتهم بقنابل الغاز.
ومن أمام نقابة المحامين انطلقت مظاهرة أخرى، فيما شهد شارع الفلكي بالقاهرة فرا وكرا وحملة اعتقالات.
وفور اندلاع المظاهرات كتب الصحفي المقرب من النظام مصطفى بكري بموقع تويتر، إنه من المؤكد أن "شعبنا العظيم" يواجه مشكلات عديدة و"يئن" من الأوضاع والظروف الاقتصادية، مضيفا أن النخبة تسعي لتحقيق الإصلاح السياسي، منددا بمن أسماهم الخونة الذين يريدون الفوضي وهدم الأوطان.