يعتبر يوم عرفة من أفضل الأيام عند المسلمين، فهو ضمن الأيام العشر الفضيلة من شهر ذي الحجة، إذ يقف فيه الحجاج على جبل عرفة، يذكرون الله تعالى ويتضرعون إليه بأن يغفر ذنوبهم ويعتقهم من النار، ويعد الوقوف على ذلك الجبل من أهم أركان الحج، إذا يبدأ بالوقوف بعرفة وحتى زوال شمس التاسع من ذي الحجة، حيث يكمل الحاج باقي مناسك الحج المفروضة عليه.
ويتحقق الوقوف بعرفة بوجود الحاج في أي منطقة من مناطق عرفة، إن كان واقفاً أو راكباً أو مستلقياً، أما في حال عدم وقوفه ضمن المنطقة المحددة الشاملة لجميع حدود عرفة في هذا اليوم فإن ذلك يفسد حجه.
ومن الأفضل أن يجمع الحاج في وقوفه على عرفة بين جزء من النهار وجزء من الليل، ويستحب في هذا الموقف العظيم أن يحافظ الحاج على الطهارة الكاملة، ويستقبل القبلة، والإكثار من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى؛ خاصة بالمغفرة والعتق من النار، لأنّ خير الدعاء هو دعاء يوم عرفة، وذلك لقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، "خير الدعاء دعاء يوم عرفة".
كما يستحب للحاج أن يصلي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في وقت الظهر ركعتين ركعتين، ولا يستحب للحاج صوم يوم عرفة فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أفطر فيه.
ويستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج؛ لأنّ صيامه يكفّر ذنوب سنة سابقة وسنة لاحقة، كذلك الإكثار من ذكر الله تعالى كالتسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار والصلاة على النبي، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتفسيره وتدبره والعزم على تطبيقه والعمل بما جاء فيه، وانتظار الصلوات وأداؤها في أول وقتها، والإكثار من الأعمال الصالحة كالصدقات ومساعدة الآخرين.