ما هو الاعتكاف وما وقته وكيفية الاعتكاف
فتاوى رمضانية العشر الأواخر من رمضان
اسئلة اسلامية في بيان احكام الاعتكاف
يسأل عن الاعتكاف وعن وقته وعن كيفيته ؟
الجواب هو
الاعتكاف سُنَّةٌ
وهو لزوم المسجد لطاعة الله عز وجل ،
للتفرغ للعبادة ، في الليل ، أو النهار ، ساعةً أو يومًا أو ليلةً أو أيامًا أو لياليَ ، سُنَّةٌ ، كما قال الله جل وعلا :﴿ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه اعتكف العشر الأواخر من رمضان ، وفي بعض السنوات تركها لبعض الأسباب ، واعتكف العشر الأولى من شوال ،
فهو سنة وفي رمضان أفضل وفي العشر الأخيرة منه أفضل ، وإن اعتكف في غير رمضان ، كشوال أو ذي القعدة أو ذي الحجة أو المحرم أو غير ذلك فلا بأس ، سُنَّةٌ مطلقًا ، في جميع الزمان ،
لكن في المساجد خاصةً التي تقام فيها الجماعة ، وإذا كان يمر عليه الجمعة ، بأن كانت المدة أكثر من أسبوع ، فالأفضل أن تكون في مسجد فيه جمعة ، الأفضل أن يكون الاعتكاف في مسجد فيه جمعة ، حتى لا يحتاج إلى الخروج إليها ،
فإن اعتكف في مسجد آخر ليس فيه جمعة ،
فلا بأس ، إذا جاءت الجمعة يخرج إليها ،
فالمؤمن المعتكف يقصد بعبادته وجه الله عز وجل ، والتفرغ للعبادة ، والأنس بالله عز وجل ،
ولهذا قال بعضهم عن الاعتكاف :
[ إنه قطع العلائق ،
عن كل الخلائق ،
للاتصال بخدمة الخالق ]
والخلاصة أنه التفرغ للعبادة ، للذكر والدعاء والعبادة في المسجد ، ولا بأس أن يزوره أهله ، كما كانوا يزورون النبي ﷺ ، ولا بأس أن يزوره
بعض إخوانه ، ولكن مقصوده أن يتفرغ للعبادة من صلاة وقراءة واستغفار ودعاء ونحو ذلك ،
وليس له حد محدود ولو ساعة من الزمان ، ولا يُشْتَرَطُ له الصوم ، لو اعتكف وهو مُفْطِر فلا بأس على الصحيح ، قال بعض أهل العلم : لا بد أن يكون صائمًا ، ولكن ليس براجح ، هذا جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :( لا اعتكاف إلا بصوم )
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :( ليس على المُعْتَكِف صوم إلا أن يجعله على نفسه )
يعني إلا أن ينذره ،
المقصود أنه ليس هذا بشرط وهو الصواب ،
لأن العبادات توقيفية ، فلا يشترط فيها إلا ما شَرَطَهُ الشارع ، إلا ما جاء عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام ، وليس في الأدلة ما يدل على وجوب الصوم في الاعتكاف ،
فالصواب أنه لا بأس أن يعتكف وإن كان مفطرًا ،
ولا بأس أن يكون ليلاً أو نهارًا ،
وقد ثبت عنْ عمرَ رضي الله عنه أنه سأل النبي ﷺ فقال : إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام ، فقال له النبي ﷺ :
« أَوْفِ بِنَذْرِك » والليل ليس محل صوم .
*[ المصدر : فتاوى نور على الدرب للإمام / عبد العزيز بن باز -رحمه الله-ج ١٦ / ص / ٤٨٨ - ٤٩٠ ]*